ضاق الفؤاد باثقال الزّمان ... ما عاد يحتمل القهر والحرمان
هموم الدّنيا شابت لهولها الولدان ... وابيضّ شعر الرأس للفتيان
وما الحياة الّا سفينة ... في بحر الشقاء على متنها الأنسان
موج الغدر في البحر يرديها ... صريعة , فماذا يصنع الرّبّان ؟!
ريح من كلّ الجهات تصفعها ... تأتيها بغتة بلا استأذان
حياة تروي قصص العذاب ... تعزف اهات بلحن الكمان
لن أيأس ! سأجمع كلّ اهاتي ... سأرقص على جراحاتي , سأنطلق نحو العنان
سألفظ كلّ أنفاسي ... سأفجّر احتباساتي كما البركان
حياتنا لن تعرف الضعيف ... سأبعثر كلّ الامي , سأهزأ من الأحزان
سقاني الدّهر كأس الظلم من صغر ... فاشتدّ عودي يا زمان
سألملم بعض أفراحي ... سأجمّع كل طاقاتي سأصبح بقوّة الشيطان
سأذكر لحن بلبلة ... غنّت للحياة طربا من على الأغصان
استنشق عبق الحياة وسحرها ... سأقذف بالبحر حزني وكلّ ما كان
لا عاش الوهن ولا الخنوع ولا الأستسلام ... فحلو السعادة مذاقه بعد مرّ اللسان