أ- ما رواه ابن جرير الطبري: {عن شهر بن حوشب قال: لما سلب سليمان عليه السلام ملكه كانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان فكتبت: من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشمس وليقل كذا وكذا، ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر الشمس وليقل كذا وكذا فكتبته وجعلت عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ثم دفنته تحت كرسيه فلما مات سليمان عليه السلام قام إبليس خطيبًا فقال: يا أيها الناس إن سليمان لم يكن نبيًا إنما كان ساحرًا فالتمسوا سحره في متاعه وبيوته، ثم دلهم على المكان الذي دفن فيه فقالوا: والله كان سليمان ساحرًا هذا سحره بهذا تعبدنا وبهذا قهرنا فقال المؤمنون: بل كان نبيًا مؤمنًا فلما بعث الله تعالى النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم جعل يذكر الأنبياء حتى ذكر داود وسليمان، فقالت اليهود: انظروا إلى محمد صلى الله عليه وسلم يخلط الحق بالباطل يذكر سليمان مع الأنبياء وإنما كان ساحرًا يركب الريح فأنزل الله عذر سليمان ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾}. جامع البيان عن تأويل أي القرآن/ ج:1 ص:450-451.
ب- يقول الخفاجي: {فإن كانت(ما) في ﴿ما أنزل﴾ نافية كان معطوفًا على ما كفر سليمان أي لم يكفر ولم ينزل على الملكين شيء من السحر، وهاروت وماروت بدل من الشياطين بدل بعض وما بينهما اعتراض، وهو رد على اليهود لعنهم الله فيما افتروه على الأنبياء - عليهم السلام - والملائكة (...) والقول بأن (ما) نافية هو قول ابن عباس رضي الله عنهما (...) وهذا القول لم يقل به جمهور المفسرين والمحدثين كما عرفته وهو قول ضعيف} نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض/ ج:4 ص:233-235.
2- أن مصدر السحر هو الإنسان لأن الملائكة معصومة من ارتكاب المعاصي حيث قرأ {ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والزهري: الملكين بكسر اللام} زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي ج:1 ص:122.، وقيل إن المراد بالملكين كما قال {الحسن: رجلين صالحين من الملوك} مفاتيح الغيب/ الرازي م:2 ج:3 ص:236.